الكوليرا تتسبب في عشرات الوفيات بالسودان وتحذيرات من كارثة صحية
الكوليرا تتسبب في عشرات الوفيات بالسودان وتحذيرات من كارثة صحية
أعلنت وسائل إعلام سودانية، الإثنين، عن ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بوباء الكوليرا في البلاد، وسط انتشار واسع في أربع ولايات رئيسية، وتسجيل عشرات الوفيات ومئات الإصابات، مما دفع منظمات ونشطاء إلى المطالبة بإعلان حالة الطوارئ الصحية فورًا.
أكدت وسائل الإعلام المحلية أن الكوليرا تنتشر حاليًا بشكل كبير في أمدرمان وجبل أولياء، إلى جانب ولايتي الجزيرة وسنار، بالإضافة إلى شمال كردفان، حيث تم تسجيل أعداد متزايدة من الوفيات، خاصة بين الأطفال.
وناشدت التقارير جهات الاختصاص، بما فيها وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الدولية، بسرعة التحرك لاحتواء الوضع، محذرة من كارثة صحية شاملة قد تفتك بالمزيد من الأرواح في ظل نظام صحي منهار بالكامل.
دعوة لتدخل عاجل
أجرى رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، عبد الله حمدوك، اليوم الثلاثاء، اتصالات مكثفة مع عدد من الجهات الإقليمية والدولية العاملة في المجال الصحي والإنساني، وقدم لهم صورة قاتمة عن الأوضاع الصحية في السودان.
وأشار حمدوك، في منشور نشره على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، إلى أن أوبئة الكوليرا وأمراضًا أخرى أصبحت تفتك بحياة مئات السودانيين يوميًا، خصوصًا في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات، في ظل تدهور مريع للقطاع الصحي ونقص حاد في الدواء والمعدات الطبية.
ودعا المسؤول السابق جميع الجهات الإنسانية المحلية والدولية إلى التحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعمل على كبح انتشار الوباء، محذرًا من أن التأخير في التدخل قد يؤدي إلى اتساع رقعة الكارثة وتفاقم المعاناة الإنسانية في البلاد.
تدهور في مراكز العزل
نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقاطع فيديو صادمة توثق الظروف المزرية في مراكز العزل بأمدرمان، حيث يضطر عدد كبير من المرضى إلى النوم على الأرض في غياب الأسرة والأدوية.
ووثق متطوعون ميدانيون وفاة 40 طفلًا جراء الكوليرا في أمدرمان فقط خلال الأيام الأخيرة، وسط مطالبات بإغلاق المدارس والأسواق وتفعيل إجراءات الطوارئ فورًا.
وأكد المتطوعون أن السلطات الصحية اضطرت، اليوم، إلى نقل المرضى من أمام مستشفى "النو" إلى مستشفى "أمبدة النموذجي"، بسبب التكدس وفشل البنية الصحية في التعامل مع الأعداد المتزايدة.
وفيات في سنار وكردفان
سجلت منطقة جبل أولياء، اليوم، 3 حالات وفاة جديدة جراء الكوليرا في حي دار السلام، حسبما أفاد متطوعون ميدانيون، مشيرين إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات خلال الساعات الأخيرة.
وفي ولاية سنار، أعلنت وزارة الصحة المحلية عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا إلى 51 حالة مؤكدة، بينها 5 حالات وفاة، في حين لا يزال 31 مصابًا يتلقون العلاج في مراكز العزل الطبي.
وصرّح وزير الصحة والتنمية الاجتماعية المكلف بولاية سنار، إبراهيم العوض أحمد، بأنه تم تجهيز مركز العزل تحسبًا لأي تطورات، بعد تسجيل حالة اشتباه من محلية الدندر، مشيرًا إلى أن المرض ينتشر حاليًا في عدد من أحياء مدينة سنار.
أما في شمال كردفان، فقد تفشى الوباء في منطقة الرهد والقرى المجاورة لها؛ حيث تم تسجيل 20 حالة وفاة، في حين ارتفع عدد المصابين في قرية أبو سعد شرق الرهد إلى 40 حالة إصابة، من بينها 5 حالات وفاة.
نقص الأدوية والكوادر الطبية
من جهتها، أصدرت لجان مقاومة مدني بيانًا عاجلًا أكدت فيه أن ولاية الجزيرة تعاني من تفشي مزدوج للكوليرا وحمى الضنك، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب عجز كبير في الكوادر الطبية التي أصبحت غير قادرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى في جميع محليات الولاية.
وحذرت اللجان من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل فوري قد يؤدي إلى انهيار كامل للمؤسسات الصحية في الجزيرة، ويعرض مئات الآلاف من السكان للخطر، خصوصًا في المناطق الريفية التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية.